مظاهرات المغرب 2025: احتجاجات جيل زد 212 تطالب بالإصلاح والتعليم والصحة
تقرير شامل حول مظاهرات المغرب 2025 التي قادها شباب جيل زد 212 للمطالبة بتحسين التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية.
مقدمة
في أواخر سبتمبر 2025، اندلعت موجة احتجاجات شبابية في المغرب عُرفت باسم مظاهرات جيل زد 212. هذه المظاهرات تسلط الضوء على الغضب الشعبي المتنامي تجاه أوضاع التعليم والصحة والبطالة والإنفاق الحكومي.
خلفية تاريخية للاحتجاجات في المغرب
ليست هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها المغرب موجات احتجاجية واسعة. ففي عام 2011، خرجت حركة 20 فبراير متأثرة بالربيع العربي للمطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كما شهدت مدينة الحسيمة احتجاجات “حراك الريف” عام 2016 بسبب قضايا التهميش والفساد. هذه الأحداث شكلت خلفية مهمة لفهم المظاهرات الحالية، التي يقودها جيل جديد يعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا.
أسباب المظاهرات
تردي الخدمات الصحية
تزايدت الانتقادات للقطاع الصحي المغربي بعد تقارير عن وفيات وإهمال طبي، ما أثار موجة غضب واسعة. هيومن رايتس ووتش سلطت الضوء على هذا الملف أكثر من مرة.
البطالة وتهميش الشباب
تشير الإحصائيات إلى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب بشكل مقلق، مما ساهم في تعزيز الغضب الشعبي. تقارير الجزيرة ناقشت حجم الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على المجتمع.
أولويات الإنفاق الحكومي
وجهت انتقادات شديدة للإنفاق الكبير على البنى التحتية الرياضية استعداداً لكأس العالم 2030، في وقت يعاني فيه المواطنون من تدهور الخدمات الأساسية. بي بي سي عربي نقلت تقارير عن جدل واسع في الشارع المغربي حول هذا الأمر.
الفساد وضعف المساءلة
يُنظر إلى الفساد المؤسسي كأحد أهم دوافع الحراك الشبابي في المغرب، وفق تقارير رويترز.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
لعبت منصات مثل فيسبوك، تويتر، وتيك توك دوراً محورياً في نشر الدعوات للتظاهر، وتوثيق الأحداث لحظة بلحظة. المحتجون استخدموا وسوم مثل #جيل_زد_212 لتوحيد الخطاب ونشر مقاطع فيديو أظهرت الاشتباكات مع الأمن، ما جعل العالم يتابع القضية بشكل أسرع.
تطورات المظاهرات على الأرض
انتشار جغرافي واسع
شملت المظاهرات مدن كبرى مثل الرباط والدار البيضاء وطنجة، إضافة إلى مناطق داخلية كالقليعة وسيدي بيبي. هذه المعلومات أكدتها تقارير فرانس 24.
وقوع اشتباكات
رغم الطابع السلمي الأولي، شهدت بعض المدن مواجهات مع الأمن وأعمال شغب، أسفرت عن ضحايا وإصابات.
ضحايا وموقوفون
أكدت المصادر الرسمية مقتل 3 أشخاص على الأقل، إضافة إلى توقيف مئات المتظاهرين، بينهم قاصرون.
مطالب المحتجين
- تحسين الرعاية الصحية وتجهيز المستشفيات.
- إصلاح التعليم وضمان تكافؤ الفرص.
- توفير فرص عمل للشباب.
- مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية.
- مراجعة أولويات الإنفاق العام.
رد الحكومة
أعلن رئيس الوزراء عزيز أخنوش استعداده للحوار، بينما بررت وزارة الداخلية بعض التدخلات الأمنية بأنها جاءت في إطار الدفاع عن النفس.
ردود الفعل الدولية والإقليمية
تباينت ردود الفعل الدولية على المظاهرات. حيث دعت منظمات حقوقية مثل العفو الدولية إلى ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان. في المقابل، عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من الأوضاع، بينما التزمت دول عربية الصمت أو دعمت الحكومة المغربية بشكل غير مباشر.
الآثار الاقتصادية والسياسية
قد تؤثر هذه الاحتجاجات على ثقة المستثمرين الدوليين في الاقتصاد المغربي، خاصة إذا استمرت لفترة طويلة. كما يمكن أن تعيد رسم الخريطة السياسية الداخلية، حيث قد تضعف ثقة المواطنين في الأحزاب التقليدية وتفتح المجال أمام قوى جديدة يقودها الشباب.
تحليل مستقبل الحراك
يرى محللون أن السيناريوهات القادمة مرتبطة بمدى جدية الحكومة في الاستجابة لمطالب الشباب، أو اللجوء إلى التشديد الأمني مما قد يؤدي إلى تصعيد أكبر. البعض يرى أن هذه الموجة قد تكون بداية لمرحلة جديدة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية إذا تم التعامل معها بشكل حكيم.
خاتمة
مظاهرات المغرب 2025 تُعد نقطة تحول في المشهد السياسي والاجتماعي. فهي ليست مجرد احتجاجات عابرة، بل تعبير عن وعي جيل جديد يستخدم أدوات حديثة لفرض صوته. ويبقى السؤال: هل تستجيب الحكومة بجدية لمطالب جيل جديد يطالب بالكرامة والعدالة، أم أن الحل الأمني سيعيد إنتاج الأزمة؟
ما رأيك أنت؟ هل ترى هذه المظاهرات بداية لإصلاح حقيقي أم مجرد موجة عابرة؟ شاركنا رأيك في التعليقات.
المراجع