فيراري تكشف عن اولي سيارتها الكهربائية
فيراري تكشف عن اولي سيارتها الكهربائية؟ الشركة الإيطالية عرضت اليوم مكونات الهيكل ونظام الدفع الكهربائي لطرازها الأولي المعروف باسم “Elettrica”، كاشفة عن بطارية بسعة 122 كيلوواط ساعة، منظومة شحن فائقة السرعة، وأداء يتجاوز 1000 حصان في وضع التعزيز.
الإعلان الذي جرى في مقر فيراري بمارانيلو لا يغيّر فقط خارطة الشركة الهندسية، بل يمثّل نقطة تحول في تاريخ علامة تشتهر بمحركات الاحتراق وصوت عوادمها المميز. في هذا التقرير الصحفي نعرض المواصفات الفنية التي أعلنتها فيراري حتى الآن، ونحلل ما تعنيه هذه الخطوة لقطاع السيارات الفاخرة والمنافسين.
المشهد الاستراتيجي: خطوة محسوبة
فيراري اختارت نهجًا حذرًا في انتقالها إلى الكهرباء. بينما كشفت عن منصة Elettrica ومكونات المحركات والبطارية، فضّلت تأجيل الكشف عن الشكل الخارجي النهائي والنسخ الإنتاجية للعام المقبل. القرار يعكس توازنًا بين المحافظة على هوية العلامة التجارية وبين قبول الواقع الجديد لصناعة السيارات.
مواصفات المحرك والأداء
أبرز ما أعلنت عنه فيراري هو أن Elettrica ستعتمد على نظام دفع رباعي مستقل يتألف من أربعة محركات كهربائية — اثنان أماميان واثنان خلفيان — قادرة على إنتاج أكثر من 1000 حصان في وضع التعزيز (Boost). وفقًا للمواصفات الأولية، تتسارع السيارة من السكون إلى 100 كم/س خلال نحو 2.5 ثانية، وتبلغ سرعتها القصوى تقريبا 310 كم/س.
تقنيات التحكم والديناميكا
تم تصميم نظام التوجيه الخلفي، والتعليق النشط، وتقنيات توزيع عزم الدوران (torque vectoring) للعمل بتكامل عالٍ لتحسين الثبات والدقة خلال السرعات العالية والمنعطفات الحادة. فيراري أكدت أن الهدف هو المحافظة على “روح القيادة” الرياضية المعهودة حتى في ظل الانتقال للكهربة.
البطارية والمدى وسرعات الشحن
جاء الكشف التقني ليؤكد وجود حزمة بطارية بسعة إجمالية 122 كيلوواط ساعة (gross) تعمل بمعمارية 800 فولت تسمح بالشحن السريع. في الظروف القياسية الأوروبية (WLTP) تُقدّر الشركة المدى بنحو 530 كيلومتر أو أكثر، في حين تُمكن قدرة الشحن القصوى من نحو 350 كيلوواط เติม شحن سريع يُعيد عشرات النسب في دقائق معدودة.
تصميم البطارية والوزن
وضعت فيراري البطارية كبنية هيكلية تحت قاعدة السيارة لخفض مركز الثقل وتحسين التوزيع بين المحورين (تقريبًا 47% أمامي و53% خلفي)، كما أشارت إلى اعتماد مواد خفيفة ومعدلات إعادة تدوير عالية في تصنيع الهيكل لتقليل الوزن النهائي قدر الإمكان.
تجربة الصوت والحسّ الحركي
واحدة من أكثر النقاط إثارة للاهتمام كانت طريقة تعامل فيراري مع عنصر الصوت: بدلًا من اعتماد صوت اصطناعي بسيط، طورت الشركة نظامًا يستشعر الاهتزازات الحقيقية للمكونات الكهربائية ثم يعالجها ويعززها داخل المقصورة لتمنح السائق إحساسًا “شبيهًا” بما اعتاد عليه محبو العلامة. بعض التقارير وصفت النتيجة بأنها مزيج بين صوت الغيتار الكهربائي والنبرة الحركية التقليدية.
تأثير الكشف على السوق واستراتيجية فيراري
فيراري أعلنت أن الهدف ليس استبدال محركات الاحتراق فورًا، بل المحافظة على مزيج من المنتجات: سيارات محرك احتراق، هجينة، وكهربائية. الشركة عدّلت توقعاتها لتصل نسبة السيارات الكهربائية إلى نحو 20% من خط الإنتاج في 2030، وهو تنازل عن خطة سابقة كانت تستهدف 40%.
ردود فعل السوق
الإعلان الصحفي رافقه حركة في أسواق المال؛ حيث سجلت أسهم فيراري تراجعًا مؤقتًا نتيجة تعديل التوقعات والمخاوف من تكاليف الانتقال. المحللون انقسموا بين من يرى في الخطوة تأخّرًا استراتيجيًا وبين من يعتبرها محاولة ذكية للحفاظ على تميّز المنتج ورفاهيته.
التحديات التقنية واللوجستية
من التحديات التي تواجه Elettrica: إدارة الوزن الزائد الناتج عن البطارية، متانة منظومة التبريد للحفاظ على الأداء في الاستخدام القاسي، وضمان شبكة شحن سريع متاحة لعملاء الفئة العليا. كما أن بناء سلسلة توريد بطاريات متكاملة داخلية يشكل عبئًا استثماريًا لكنه يمنح تحكمًا أكبر في الجودة.
لماذا يهم هذا الكشف؟
غير أن فيراري لا تبيع مجرد سيارات؛ هي تبيع شعورًا وتجربة. دخولها الرسمي لعالم السيارات الكهربائية يضع معيارًا جديدًا للفئات الفاخرة: القدرة على الجمع بين أداء خارق ومدى طويل وتجربة حسّية متميزة — وهو اختبار سيشاهده السوق عن كثب خلال الأعوام القادمة.
إعلان فيراري عن أول منصة كهربائية هو أكثر من خبر تقني: هو سؤال حول كيفية المحافظة على هوية رياضية قديمة في عصر كهربائي جديد.
فيراري تكشف عن اولي سيارتها الكهربائية ليست نهاية لمحركات الاحتراق ولا بداية لعصر جديد بلا تحديات، بل خطوة متوازنة تعكس حذرًا واستراتيجية طويلة الأمد. Elettrica تبرهن أن فيراري لا تزال قادرة على الابتكار؛ الحُكم النهائي يبقى مرتبطًا بكيفية تحويل هذه المواصفات التقنية إلى تجربة قيادة حقيقية تحفظ إرث الماركة وتفتح فصلاً جديدًا في تاريخها.
اقرأ أيضاً: خطر تغيّر المناخ على المدن العربية
مراجع وروابط خارجية موثوقة